“لعنة البطل” تصطاد 6 ضحايا في كأس العالم
دائما ما يتصدر حامل لقب أي بطولة الترشيحات للتتويج بلقب النسخة التالية للمسابقة التي أحرزها، غير أن الأمر يبدو مختلفا تماما في نهائيات كأس العالم لكرة القدم خلال النسخ الأخيرة.
وتعاني المسابقة الأهم والأقوى في عالم الساحرة المستديرة من لعنة خروج حامل اللقب من الدور الأول، حيث أصبحت علامة مسجلة لكأس العالم، بعدما ودع حامل اللقب المونديال التالي في 4 من آخر 5 نسخ.
ومنذ انطلاق النسخة الأولى من كأس العالم في أوروجواي عام 1930، ودع حامل اللقب المسابقة من الدور الأول في المونديال التالي لتحقيقه المجد العالمي 6 مرات على مدار 21 نسخة سابقة.
ويخشى المنتخب الفرنسي، الذي توج بلقب النسخة الماضية في روسيا عام 2018، من تلك اللعنة التي عانى منها سابقا، لاسيما وهو يخوض النسخة القادمة للمونديال في قطر، وهو متخم بالعديد من الإصابات التي ضربت نجومه.
ونلقي الضوء في السطور التالية على ضحايا “لعنة البطل” في كأس العالم.
إيطاليا ــ مونديال 1950
دخل منتخب إيطاليا كأس العالم، الذي استضافته البرازيل عام 1950، وهو منتشيا بتتويجه باللقب في النسختين السابقتين عامي 1934 و1938، لكنه وجد نفسه خارج البطولة مبكرا.
وخرج المنتخب الإيطالي من الدور الأول، بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته، التي ضمت فقط منتخبي السويد وباراجواي، بعد انسحاب منتخب الهند من المجموعة.
وخسر منتخب إيطاليا 2/3 أمام السويد، قبل أن يتغلب 2/صفر على باراجواي، ليحصد نقطتين فقط في مشواره بالمجموعة، متأخرا بفارق نقطة خلف المنتخب السويدي، الذي شق طريقه في المسابقة.
البرازيل ــ مونديال 1966
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لمنتخب البرازيل، الذي خاض مونديال 1966 بإنجلترا، عقب تتويجه بنسختي كأس العالم 1958 و1962، حيث ودع المسابقة في مفاجأة من العيار الثقيل من الدور الأول، في وجود نجومه الأفذاذ بقيادة (الجوهرة السمراء) بيليه.
ورغم البداية القوية لمنتخب (السامبا)، الذي تغلب 2/صفر على نظيره البلغاري، لكنه خسر 1 / 3 أمام منتخب المجر، ثم أمام منتخب البرتغال بالنتيجة ذاتها.
واحتل منتخب البرازيل المركز الثالث في ترتيب مجموعته، بعدما حصد نقطتين فقط من لقاءاته الثلاثة، ليأتي خلف منتخبي البرتغال والمجر اللذين واصلا مسيرتهما في المسابقة.
فرنسا ــ مونديال 2002
جاءت مشاركة المنتخب الفرنسي صادمة في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، بعدما فاجأ الجميع بخروجه الموجع من مرحلة المجموعات، بعد 4 أعوام فقط من تتويجه بكأس العالم حينما استضاف المسابقة على ملاعبه.
وتذيل منتخب فرنسا، الذي تواجد في البطولة بقيادة نجمه آنذاك زين الدين زيدان، ترتيب مجموعته برصيد نقطة وحيدة فقط، في مفاجأة مروعة لم يكن يتوقعها أكثر جماهيره تشاؤما قبل انطلاق المونديال.
واستهل منتخب (الديوك) مسيرته في البطولة بالخسارة صفر/1 أمام منتخب السنغال، في المباراة الافتتاحية للمونديال، قبل يتعادل بدون أهداف مع منتخب أوروجواي، ثم اختتم لقاءاته بالخسارة صفر/2 أمام منتخب الدنمارك.
إيطاليا ــ مونديال 2010
وقع منتخب إيطاليا كضحية من جديد لـ”لعنة البطل”، عقب خروجه من الدور الأول لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، والذي جاء بعد تتويجه باللقب عام 2006 بألمانيا.
وقبع منتخب إيطاليا، الذي توج باللقب 4 مرات، في ذيل ترتيب مجموعته “السهلة” برصيد نقطتين فقط، رغم تجنبه للصدام مع منتخبات الصفوة في عالم كرة القدم.
وسقط المنتخب الإيطالي في فخ التعادل 1/1 في أول لقائين بالمجموعة أمام منتخبي باراجواي ونيوزيلندا، قبل أن يخسر 2/3 أمام منتخب سلوفاكيا في مفاجأة قاسية لمحبيه.
إسبانيا ــ مونديال 2014
عادت نفس اللعنة لتلقي بظلالها من جديد خلال مونديال البرازيل عام 2014، التي شهدت خروجا مبكرا لمنتخب إسبانيا، بطل مونديال 2010، من الدور الأول.
ورغم احتفاظه بالعديد من النجوم الذين منحوا الكرة الإسبانية لقبها الوحيد في كأس العالم، ظهر منتخب (الماتادور) بشكل باهت للغاية في المونديال البرازيلي.
وتلقى المنتخب الإسباني هزيمة كارثية 1/5 أمام منتخب هولندا في بداية مشواره بالمجموعة، قبل أن يخسر من جديد صفر/2 أمام المنتخب التشيلي، ولم يكن الفوز 3/صفر على أستراليا كافيا للمضي قدما في المسابقة، ليعود سريعا لبلاده.
ألمانيا ــ مونديال 2018
للنسخة الثالثة على التوالي، يعاني حامل لقب المونديال من “لعنة البطل”، حيث كان منتخب ألمانيا هو الضحية هذه المرة، بخروجه من دور المجموعات في مونديال 2018 بروسيا.
وشارك منتخب (الماكينات) في المونديال الروسي بعد تتويجه باللقب للمرة الرابعة في النسخة السابقة، لكنه سقط بشكل مؤسف، رغم خلو مجموعته من المنتخبات الكبرى.
وخسر المنتخب الألماني صفر/1 أمام نظيره المكسيكي في الجولة الأولى، قبل أن يفوز 2/1 على منتخب السويد في اللحظات الأخيرة، لكنه تلقى هزيمة مريرة صفر/2 أمام منتخب كوريا الجنوبية في ختام لقاءاته بمرحلة المجموعات، ليودع المسابقة غير مأسوف عليه.