دوري أبطال أفريقياالدوري المصريدوري أبطال أوروبا

خبرة الأهلي المصري تتحدى أحلام الوداد المغربي بنهائي دوري الأبطال

تتأهب جماهير الكرة الأفريقية بصفة عامة والعربية على وجه الخصوص للتعرف على الفريق المتوج على عرش كرة القدم في أفريقيا هذا العام.

 

ويلتقي الأهلي المصري مع الوداد البيضاوي المغربي غدا الاثنين، في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أفريقيا.

 

وعقب تأهل فريقين عربيين لنهائي أمجد الكؤوس الأفريقية، ضمنت الكرة العربية مواصلة احتكارها للقب البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في القارة السمراء للنسخة السادسة على التوالي والرابعة والثلاثين في تاريخ المسابقة.

 

وأصبحت هذه هي النسخة السادسة عشر في تاريخ البطولة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1964، والخامسة في النسخ الستة الأخيرة، التي يكون الدور النهائي بها عربيا خالصا، ، لتبرهن الكرة العربية عن سيادتها على ملاعب القارة الأفريقية في الوقت الحالي.

 

وفرضت الكرة العربية سيطرتها على دوري الأبطال خلال العقد الحالي، بعد فوز أنديتها باللقب في ثماني نسخ خلال السنوات العشرة الأخيرة، فيما كسر فريقا مازيمبي الكونغولي الديمقراطي وماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي هذه الهيمنة العربية خلال تلك الحقبة بحصولهما على اللقب عامي 2015 و2016 على الترتيب.

 

ويعد هذا هو النهائي الثاني بين الفريقين في المسابقة، بعدما لعبا في نهائي نسخة عام 2017، حيث توج الوداد باللقب، عقب تعادله 1 / 1 في لقاء الذهاب بملعب برج العرب في الاسكندرية، قبل أن يفوز 1 / صفر في مباراة العودة، التي أقيمت بملعب (محمد الخامس) في مدينة الدار البيضاء، الذي يستضيف لقاء الغد، فيما سيكون هذا هو النهائي الثالث بين الأندية المصرية والمغربية، بعدما سبق أن فاز الزمالك المصري بالبطولة عام 2002، على حساب الرجاء البيضاوي المغربي في النهائي.

 

ويخوض كلا الفريقين المباراة بطموحات مختلفة، حيث يتطلع الأهلي لتحقيق إنجاز فريد من نوعه بأن يصبح أول فريق في تاريخ دوري الأبطال يتوج باللقب في 3 نسخ متتالية، بعدما كان قريبا من تحقيق هذا الإنجاز خلال حقبة مدربه البرتغالي الأسبق مانويل جوزيه، عقب فوزه بنسختي 2005 و2006 لولا خسارته في نهائي نسخة 2007 أمام النجم الساحلي التونسي.

 

ويرغب نادي القرن في أفريقيا، الذي توج باللقب في النسختين الماضيتين على حساب الزمالك وكايزر تشيفز الجنوب أفريقي، في التتويج باللقب للمرة الحادية عشر في تاريخه، من أجل تعزيز رقمه القياسي كأكثر الأندية فوزا بالبطولة.

 

كما يسعى الأهلي، لمواصلة مطاردة ريال مدريد الإسباني في سباق الفريق الأكثر تتويجا بالألقاب الدولية في العالم، حيث حصد الفريق المصري 24 لقبا دوليا حتى الآن، كان آخرها كأس السوبر الأفريقي العام الماضي على حساب الرجاء البيضاوي المغربي.

 

ويحتل الأهلي حاليا المركز الثاني بقائمة الأندية الأكثر تتويجا بالألقاب الدولية، بفارق 3 ألقاب خلف ريال مدريد (المتصدر)، الذي توج أمس السبت بلقب دوري أبطال أوروبا هذا العام على حساب ليفربول الإنجليزي في المباراة النهائية.

 

ويرغب الأهلي، الذي يسجل ظهوره الخامس عشر في نهائي دوري الأبطال كأكثر الفرق مشاركة في النهائيات، في إهداء الكرة المصرية لقبها السابع عشر بدوري الأبطال لتعزز رقمها القياسي كأكثر الدول فوزا بالبطولة.

 

كما يدرك الأهلي، الذي تأهل للنهائي الخامس في السنوات الست الأخيرة في البطولة، أن الفوز بدوري الأبطال، سيمنحه الكثير من الثقة والاستقرار بعد الانتقادات التي طالت لاعبيه في الفترة الأخيرة بسبب تراجع نتائجه محليا.

 

وعجز الأهلي، الذي يحتل المركز الثالث بترتيب الدوري المصري حاليا، عن تحقيق أي انتصار في 4 مباريات متتالية بالبطولة، قبل أن يحقق فوزا صعبا في اللحظات الأخيرة 2 / 1 على مضيفه إنبي في لقائه الأخير بالمسابقة المحلية، ليمنحه دفعة معنوية لا بأس بها قبل مواجهة الوداد المنتظرة.

 

من جانبه، يطمع الوداد، الذي توج باللقب عامي 1992 و2017، في معادلة إنجاز منافسه العتيد الرجاء، الذي حمل كأس دوري أبطال أفريقيا 3 مرات.

 

وبكل تأكيد، فإن قرار كاف بإقامة المباراة في معقل فريق الوداد (ملعب محمد الخامس)، سيمنحه أفضلية – على الأقل من الناحية المعنوية – على الأهلي، وهو ما سيحاول الفريق المغربي استغلاله خلال المباراة.

 

ويسعى الوداد لحرمان الأهلي مجددا من ارتقاء منصة التتويج، حيث يحلم بالحصول على اللقب الدولي السادس في تاريخه، بعدما سبق له التتويج بكأس السوبر الأفريقي وكأس الأندية الأفريقية أبطال الكؤوس وكأس الأفرو آسيوية مرة واحدة، بالإضافة للقبيه في دوري الأبطال.

 

ويتطلع الفريق الملقب بـ(وداد الأمة)، الذي يشارك في النهائي للمرة الخامسة في تاريخه والثالثة خلال الأعوام الستة الأخيرة، لمنح الكرة المغربية لقبها السابع في دوري الأبطال، حتى تنفرد بالمركز الثاني في قائمة أكثر الدول فوزا بالمسابقة، الذي تتقاسمه حاليا مع الكونغو الديمقراطية وتونس.

 

ويسعى الوداد لإنهاء سلسلة اللاهزيمة للأهلي في الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال، التي استمرت في مبارياته الـ23 الأخيرة، فمنذ الخسارة القاسية للفريق المصري صفر / 5 أمام ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي بذهاب دور الثمانية لنسخة المسابقة عام 2019، حقق الأهلي 18 فوزا مقابل 5 تعادلات خلال مراحل خروج المغلوب.

 

وتبدو نتائج الوداد أفضل كثيرا من الأهلي على الصعيد المحلي، حيث يتربع على صدارة دوري المحترفين المغربي حاليا برصيد 53 نقطة، بفارق 4 نقاط أمام أقرب ملاحقيه الرجاء، قبل 6 مراحل على نهاية البطولة، وهو ما يمنح الفريق بعضا من الثقة في الخروج بنتيجة جيدة من لقاء الغد.

 

وبلغة الأرقام، خاض كلا الفريقين 12 مباراة خلال رحلة الصعود للمباراة النهائية، حيث حقق الأهلي 6 انتصارات و4 تعادلات وتلقى خسارتين، في حين حقق الوداد 8 انتصارات وتعادلين وتكبد خسارتين.

 

وسجل الأهلي 23 هدفا في مشوار البطولة، فيما سكنت شباكه 11 هدفا، بينما أحرز الوداد 26 هدفا، وتلقى 9 أهداف، وهو ما يجعله متفوقا على منافسه على الصعيدين الهجومي والدفاعي.

 

وعجز الأهلي عن تحقيق أي فوز خلال الأدوار الإقصائية خارج ملعبه، بعدما حقق 3 تعادلات، بالتعادل 1 / 1 مع الحرس الوطني بطل النيجر بدور الـ32، وبالنتيجة ذاتها مع الرجاء البيضاوي بدور الثمانية، و2 / 2 مع وفاق سطيف الجزائر بالمربع الذهبي.

 

في المقابل، اكتفى الوداد بتحقيق فوز وحيد فقط داخل قواعده بمرحلة خروج المغلوب، حينما تغلب 6 / 1 على هارتس أوف أوك الغاني بدور الـ32، وتعادل مع شباب بلوزداد الجزائري بدون أهداف، وبيترو أتلتيكو الأنجولي 1 / 1 في دوري الثمانية وقبل النهائي على الترتيب.

 

وستكون هذه هي المواجهة الحادية عشر بين الأهلي والوداد بدوري الأبطال، حيث يمتلك الفريق المصري الأفضلية بتحقيقه 4 انتصارات على منافسه، الذي اكتفى بتحقيق فوزين، في حين خيم التعادل على 4 لقاءات أخرى بين الفريقين، علما بأن الأهلي أحرز 13 هدفا في شباك الفريق المغربي، الذي سجل 9 أهداف في مرمى نظيره المصري.

 

وتحمل مباراة الغد الرقم 65 في تاريخ لقاءات الأندية المصرية والمغربية في مختلف المسابقات القارية، حيث حققت فرق مصر 30 فوزا مسجلة 75 هدفا، مقابل 16 انتصارا لفرق المغرب التي أحرزت 54 هدفا، في حين فرض التعادل نفسه على 18 مباراة.

 

وخاض الأهلي 27 مباراة سابقة أمام الأندية المغربية، حقق خلالها 11 فوزا و10 تعادلات، فيما نال 6 هزائم، وسجل لاعبوه 34 هدفا، ومنيت شباكه بـ24 هدفا.

 

أما الوداد، فلعب 17 لقاء مع الفرق المصرية، حقق خلالها 5 انتصارات و4 تعادلات وتكبد 8 هزائم، أحرز لاعبوه 19 هدفا، وتلقى مرماه 26 هدفا.

 

وحافظ الأهلي على سجله خاليا من الهزائم أمام أندية المغرب منذ خسارته أمام الوداد بإياب نهائي نسخة عام 2017، ففي مبارياته الست الأخيرة أمامها حقق 3 انتصارات و3 تعادلات.

 

أما الوداد، الذي خسر صفر / 2 أمام الأهلي ذهابا بالمغرب و1 / 3 إيابا بمصر في آخر مواجهتين أمام الفريق الأحمر بالدور قبل النهائي لنسخة المسابقة عام 2020، فاستعاد الكثير من الثقة أمام الأندية المصرية، لاسيما بعد فوزه على الزمالك 3 / 1 بالدار البيضاء و1 / صفر في القاهرة، خلال مباراتيهما بدور المجموعات في النسخة الحالية للمسابقة.

 

يذكر أن الفريق المتوج باللقب، سوف يلعب في مباراة السوبر الأفريقي ضد نهضة بركان المغربي، الذي فاز هذا العام بكأس الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية الأفريقية) للمرة الثانية في تاريخه، عقب فوزه على أورلاندو بايريتس الجنوب أفريقي بركلات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة.