كأس أمم أفريقيا

سيباستيان هالير ـ قاهر السرطان يعتلي عرش الكرة الأفريقية

كتب سيباستيان هالير اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم بكوت ديفوار، بعدما قاد منتخب (الأفيال) للتتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة بعد نسختي 1992 و2015.

 

وأحرز هالير هدف تتويج كوت ديفوار باللقب عقب فوزها 2/1 على منتخب نيجيريا في المباراة النهائية، التي أقيمت بملعب (الحسن واتارا)  في مدينة أبيدجان الإيفوارية.

 

وواصل هالير، الذي لم يشارك أساسيا في المباريات الأولى لكوت ديفوار بتلك النسخة بسبب معاناته من الإصابة، هز الشباك للمباراة الثانية على التوالي، عقب تسجيله هدف الفريق الوحيد خلال فوزه 1/صفر على الكونغو الديمقراطية بالدور قبل النهائي

 

وكان شهر يوليو عام 2022 نقطة تحول في قصة سيباستيان هالير الملهمة في عالم كرة القدم، وذلك بعد أن أظهرت الفحوصات الطبية معاناته من مرض السرطان.

 

وابتعد هالير، المنضم حديثا في ذلك الوقت لبوروسيا دورتموند الألماني، عن الملاعب لفترة 6 أشهر تقريبا، وخضع في هذه الفترة لبرنامج علاجي من أجل محاصرة المرض الخبيث الذي باغت جسده.

 

كوت ديفوار تعيد عصر المعجزات الكروية بعد التتويج بـ كأس الأمم الإفريقية

 

وتمكن هالير في يناير 2023 من العودة من جديد للملاعب بعدما قهر المرض اللعين، وتناقلت وسائل الإعلام حينها خبر تسجيله ثلاثة أهداف (هاتريك) في 10 دقائق خلال مباراة ودية بين دورتموند وبازل السويسري.

 

وأعلنت مباراة بازل انتصار سيباستيان هالير على مرض السرطان رسمياً، وأصبح الجميع ينتظر إبداع النجم الإيفواري الدولي في ملاعب القارة العجوز.

 

وكان هالير قريباً للغاية من قيادة دورتموند خلال الموسم الماضي لتحقيق لقب الدوري الألماني للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وتحديدا منذ موسم 2011/2012، حيث كان (أسود فيستفاليا) بحاجة للفوزٍ على ماينز في الجولة الأخيرة من البوندسليجا يوم 27 مايو الماضي على ملعب (سيجنال أيدونا بارك)، معقل الفريق الأصفر.

 

واكتفى دورتموند بتعادلٍ مخيب 2/2، وأهدر هالير ركلة جزاء حاسمة، ليمنح فرصة الفوز باللقب للغريم بايرن ميونخ على طبق من فضة وسط دموع جماهير ولاعبي فريقه.

 

ورفض هالير الاستسلام والوقوع في براثن الأحزان، وسرعان ما نهض من جديد، ليقود منتخب بلاده لاعتلاء عرش الساحرة المستديرة في القارة السمراء، بعدما سجل بقميصه البرتقالي هدف الفوز الذي لن يمحى من ذاكرة أبناء بلاد العاج.

 

وعقب التتويج باللقب بعد الانتصار على منتخب النسور النيجيرية، أدلى هالير بتصريحات لوسائل الإعلام الإيفوارية والدموع تنهمر من عينيه، حيث قال “ما حدث كان استثنائيا.. بذلنا كل ما لدينا على الإطلاق وتحلينا بالصبر ولعبنا بأقصى قوتنا.. والجميع قدم أداء استثنائيا والمدرب فعل ما في وسعه وفي النهاية حصلنا على المكافأة التي نستحقها بسبب عملنا الجماعي الدؤوب”.

 

وعن معاناته بسبب مرض السرطان والصعوبات التي واجهها بسبب ذلك في وقت سابق، رد سيباستيان هالير “لقد تلقيت أعظم مكافأة لي على الإطلاق، ولا بد أن نؤمن دائما بقدراتنا، وهذا بالفعل ما حدث معي وقتها”.