كأس أمم أفريقيا

كوت ديفوار تعيد عصر المعجزات الكروية بعد التتويج بـ كأس الأمم الإفريقية

لم تشهد بطولة كأس الأمم الإفريقية منذ انطلاق نسختها الأولى عام 1957، منتخبا استعان فيما يعرف بـ”المعجزات الكروية” خلال مسيرته في المسابقة القارية مثل منتخب كوت ديفوار.

 

وتوج منتخب كوت ديفوار، الذي سبق له حمل كأس البطولة عامي 1992 و2015 مسيرته الإعجازية في أمم أفريقيا 2023، بالحصول على اللقب للمرة الثالثة، بعدما قلب تأخره صفر/1 أمام منتخب نيجيريا، إلى انتصار ثمين ومستحق 2/1 في المباراة النهائية للمسابقة.

 

وواصل منتخب الأفيال هوايته في العودة من بعيد خلال مشواره في البطولة، فبعد تأخره في الشوط الأول بهدف وليام تروست إيكونج، الذي توج بجائزة أفضل لاعب، انتفض منتخب (الأفيال) في الشوط الثاني الذي شهد تسجيله هدفين بواسطة فرانك كيسي وسباستيان هالير، ليستعيد اللقب الغائب عنه منذ 9 أعوام، ويصبح أول منتخب مضيف يتوج بكأس الأمم الأفريقية منذ منتخبنا الوطني عندما نظم البطولة بملاعبه عام 2006.

 

كما بات المنتخب البرتقالي، تاسع منتخب مضيف يتوج بكأس الأمم الأفريقية، بعد منتخبات مصر التي توجت باللقب على ملعبها أعوام 1959 و1986 و2006، وإثيوبيا (1962)، وغانا (1963 و1978) والسودان (1970) ونيجيريا (1980) والجزائر (1990) وجنوب أفريقيا (1996) وتونس (2004).

 

وجاء سيناريو تتويج منتخب ساحل العاج، الذي يحتل المركز الـ49 عالميا والثامن أفريقيا في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالبطولة غريبا وعجيبا للغاية، حيث بدا وكأنه مثل الشخص الذي عاد من الموت وحقق نجاحا غير متوقع.

 

وكانت البداية واعدة ومبشرة بفوز المنتخب الإيفواري 2/صفر في المباراة الافتتاحية على غينيا بيساو، لكن سرعان ما تلقى ضربة مباغتة عقب خسارته صفر/1 أمام منتخب نيجيريا في الجولة الثانية.

 

وجاءت الصدمة الكبرى، حين تعرضت كوت ديفوار لخسارة مدوية صفر/4 على أرضها وأمام جماهيرها الغفيرة على يد منتخب غينيا الاستوائية (المغمور)، لتكون على مشارف وداع البطولة وتصبح قريبة من تكرار ما قامت به عندما نظمت المسابقة عام 1984 وخرجت خلالها من الدور الأول في مفاجأة من العيار الثقيل.

 

إيمرس فاي يكتب التاريخ مع كوت ديفوار

 

ورغم ذلك، شاءت الأقدار والصدف العجيبة أن تتأهل كوت ديفوار ضمن أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست بالدور الأول برصيد 3 نقاط عن المجموعة الأولى، وذلك نتيجة خطأ كارثي ارتكبه حارس مرمى غانا أدى لخروج منتخب “النجوم السوداء” من البطولة بعدما تعادل 2/2 في اللحظات الأخيرة مع موزمبيق في المجموعة الثانية.

 

فضلا عن ذلك، لعب منتخب المغرب دورا في تأهل أصحاب الضيافة، بفضل فوزه في الجولة الأخيرة من دور المجموعات على زامبيا 1/صفر في المجموعة السادسة.

 

ولم ينتظر الاتحاد الإيفواري لكرة القدم كثيرا أمام ما حدث في دور المجموعات، وقرر إقالة الفرنسي جان لويس جاسكيه من تدريب الفريق والاعتماد على المحلي إيميرس فاي، الذي كان يعمل مدربا مساعدا، ليصبح مديرا فنيا مؤقتا للفريق.

 

ومن هنا بدأت رحلة أسطورية لمنتخب كوت ديفوار، حيث تخطى عقبة السنغال، حاملة اللقب، رغم تأخره في النتيجة، بعدما تعادل 1/1 في الدقائق الأخيرة، وتأهل بركلات الترجيح.

 

نفس السيناريو تكرر في دور الثمانية بشكل أكثر صعوبة، حيث كان قريبا من المغادرة بعدما تأخر في النتيجة أمام مالي بهدف، فضلا عن لعبه بعشرة لاعبين أغلب فترات اللقاء عقب طرد أحد لاعبيه، لكنه تعادل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، قبل أن ينتزع ورقة الترشح للدور قبل النهائي في الدقيقة الأخيرة أيضا من الوقت الضائع للشوط الرابع.

 

وفي الدور قبل النهائي، اجتاز منتخب الأفيال نظيره الكونغولي الديمقراطي 1/صفر، ثم حقق اللقب بالانتصار على نيجيريا، ليكون أول فريق يتأهل كأفضل ثوالث في تاريخ البطولة للنهائي، ثم يفوز باللقب، وذلك بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 24 منتخبا اعتبارا من نسخة 2019 التي أقيمت في مصر.

 

وكان المنتخب النيجيري بوابة أيضا لكسر عقدة تاريخية أمام كوت ديفوار التي نجحت في هز الشباك لأول مرة في نهائي كأس أمم أفريقيا بعد عجز الأفيال عن التسجيل في 4 مباريات نهائية سابقة في نسخ 1992 و2006 و2012 و2015، حيث انتهت تلك المواجهات جميعها بالتعادل بدون أهداف، لتحسم ركلات الترجيح هوية الفائز باللقب.