في الموسم الجديد ـ منافسة سداسية مرتقبة على جائزة الحذاء الذهبي

يترقب محبو الساحرة المستديرة بصفة عامة وكرة القدم الأوروبية على وجه الخصوص الصراع المرتقب بين نجوم أندية القارة العجوز من أجل الحصول على جائزة (الحذاء الذهبي).

 

ومن المقرر أن يتم منح الجائزة لأفضل هداف في دوريات أوروبا خلال الموسم الجديد 2023/2024.

 

وبينما انطلق عدد من الدوريات المحلية في أوروبا مثل الدوري الإنجليزي والإسباني والفرنسي الأسبوع الماضي، فإن بطولتي الدوري الألماني والإيطالي يستعدان للانطلاق اليوم الجمعة وغدا السبت على الترتيب.

 

وعقب خروج الأرجنتيني ليونيل ميسي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالجائزة برصيد 6 ألقاب، وأقرب ملاحقيه في القائمة البرتغالي كريستيانو رونالدو، المتوج باللقب 4 مرات، بعد رحيلهما عن الدوريات الأوروبية حاليا، بانضمامهما لإنتر ميامي الأمريكي والنصر السعودي على الترتيب، فإن الصراع يدور الآن بين مجموعة أخرى من النجوم.

 

وكانت جائزة (الحذاء الذهبي) تقدم سنويا من قبل صحيفة (ليكيب) الفرنسية في الفترة ما بين عامي 1968-1991، ولكن مند عام 1997 أصبحت الجائزة تمنح من قبل وسائل الإعلام الرياضية الأوروبية.

 

وبدأت الجائزة في موسم 1967-68 عندما توج بها البرتغالي أوزيبيو لاعب نادي بنفيكا البرتغالي آنذاك بعدما سجل 42 هدفا، حيث كان يتم احتساب الفائز بها بعدد الأهداف التي أحرزها، بعكس النظام الحالي الذي يعتمد على احتساب النقاط.

 

ويتم احتساب الأهداف التي يتم تسجيلها في الدوريات فقط وليس في الكؤوس أو البطولات القارية، مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي (يوروبا ليج) ودوري المؤتمر.

 

وتقضي قواعد احتساب النقاط لجائزة الحذاء الذهبي، بحصول صاحب الهدف في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى (الإنجليزي، الإسباني، الألماني، الإيطالي، الفرنسي) على نقطتين، بينما ينال صاحب الهدف في دوريات المستوى الثاني، وأبرزها الدوري البرتغالي والهولندي على 5ر1 نقطة، في حين يساوي الهدف في دوريات المستوى الأخير نقطة وحيدة.

 

ونلقي الضوء في السطور التالية على أبرز المرشحين للفوز بالجائزة المرموقة خلال الموسم الحالي.

 

النرويجي إيرلينج هالاند

نجم فريق مانشستر سيتي، الذي توج بآخر جائزة لـ(الحذاء الذهبي)، بعدما حصل على أعلى رصيد من النقاط بين نجوم الملاعب الأوروبية برصيد 72 نقطة، عقب تسجيله 36 هدفا في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، تصدر بها ترتيب هدافي المسابقة العريقة آنذاك.

 

يعتبر هالاند أبرز المرشحين للتتويج بالجائزة هذا الموسم للموسم الثاني على التوالي، لاسيما بعد انطلاقته المبهرة مع فريقه في مباراته الأولى بالبريميرليج هذا الموسم، والتي شهدت تسجيله هدفين خلال فوز مانشستر سيتي 3/صفر على مضيفه بيرنلي يوم الجمعة الماضي.

 

ولدى هالاند الحظوظ الأوفر للاحتفاظ بالجائزة، فبخلاف القدرات الفنية الرهيبة التي يتميز بها، فإنه يمتلك فريقا مرعبا يضم أفضل لاعبي العالم حاليا بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب جوارديولا.

 

وكان هالاند قد توج أيضا بلقب هداف دوري أبطال أوروبا في نسخته الأخيرة، وذلك في موسمه الأول مع مانشستر سيتي، الذي انضم إليه في الصيف الماضي قادما من بوروسيا دورتموند الالماني.

 

 

المصري محمد صلاح

يحاول النجم الدولي المصري المنافسة على جائزة الحذاء الذهبي، التي يحلم بالحصول عليها للمرة الأولى في مسيرته الرياضية، خلال تواجده مع فريقه ليفربول الإنجليزي.

 

وظهر (الفرعون المصري) بمستوى جيد خلال لقاء تعادل فريقه 1/1 مع مضيفه تشيلسي في المرحلة الافتتاحية للدوري الإنجليزي يوم السبت الماضي، حيث صنع هدف (الريدز) الوحيد، لكن صادفه سوء حظ بالغ في اللقاء.

 

وأحرز صلاح هدفا في المباراة لكنه ألغي بناء على تقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، التي أشارت لوقوعه في مصيدة التسلل بسنتيمترات قليلة، كما وقفت العارضة حائلا دون تمكنه من هز شباك الفريق اللندني، بعدما تصدت لإحدى قذائفه المدوية.

 

ياسين بونو ينضم إلى الهلال السعودي بدعم الوليد بن طلال

 

ويأمل صلاح، الذي سجل 19 هدفا في البريميرليج الموسم الماضي، في الحصول على جائزة هداف البريميرليج للمرة الرابعة في مشواره الاحترافي، ومن ثم المنافسة على جائزة الحذاء الذهبي.

 

 

الإنجليزي هاري كين

انتقل النجم الدولي الإنجليزي لصفوف بايرن ميونخ الألماني خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، بحثا عن التتويج بالألقاب التي حرم منها خلال مسيرته الطويلة مع فريقه السابق توتنهام هوتسبير الإنجليزي.

 

وانضم كين لبايرن، حامل لقب الدوري الألماني في المواسم الـ11 الأخيرة، لقيادة هجوم الفريق البافاري، الذي تأثر في الموسم الماضي برحيل نجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي لصفوف برشلونة الإسباني.

 

وكان كين قد حصل على المركز الثاني في ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي وجائزة الحذاء الذهبي، بعد تسجيله 30 هدفا مع توتنهام، لينال على إثرها 60 نقطة.

 

وستكون الفرصة مواتية أمام النجم المخضرم، الذي بلغت قيمة انتقاله لبايرن 110 ملايين يورو كأعلى صفقة في تاريخ الدوري الألماني، لتسجيل المزيد من الأهداف خلال مشواره ببوندسليجا، بالنظر إلى الفارق الكبير في مستوى الفريق البافاري مع منافسيه من الأندية المحلية الأخرى.

 

وربما تتمثل العقبة الوحيدة أمام طموحات كين في الحصول على جائزة الحذاء الذهبي، هي قلة عدد مباريات الدوري الألماني، الذي يضم 18 فريقا، ليصبح إجمالي لقاءاته في الموسم 34 مباراة، مقارنة بالدوري الإنجليزي الذي يتنافس عليه 20 فريقا، ومن ثم يخوض كل فريق 38 لقاء.

 

 

الفرنسي كيليان مبابي

يعتبر نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، الجناح الأخطر في الملاعب الأوروبية حاليا، غير أن مستقبله مازال غامضا حتى كتابة هذه السطور.

 

واندلعت أزمة بين مبابي وإدارة سان جيرمان في الأيام الأخيرة، بسبب عدم رغبة قائد منتخب فرنسا في تمديد تعاقده مع الفريق لمدة موسم آخر، مما دفع مسؤولي النادي لتجميده، في ظل ترقب من نادي ريال مدريد الإسباني، الساعي للحصول على خدماته سواء في الموسم الحالي أو المقبل.

 

ولم يشارك مبابي في التعادل السلبي المخيب لسان جيرمان ضد لوريان في افتتاح لقاءاته هذا الموسم ببطولة الدوري الفرنسي، الذي توج بلقبه في الموسمين الماضيين، حيث بدا تأثر الفريق العاصمي بغيابه، مما دفع إدارة النادي لعودته لتدريبات الفريق مجددا.

 

وهناك الكثير من التقارير الإخبارية المتضاربة بشأن مصير مبابي سواء بالبقاء داخل ملعب (حديقة الأمراء) وتجديد عقده مع الفريق حتى عام 2025 على الأقل، أو الرحيل للريال، الذي كان على مشارف الانتقال إليه في الصيف الماضي، قبل أن يمدد تعاقده مع الفريق الفرنسي بشكل مفاجيء.

 

 

البولندي روبرت ليفاندوفسكي

لم يقدم الأداء المنتظر مع فريقه برشلونة خلال تعادله بدون أهداف مع مضيفه خيتافي في مباراته الأولى بالدوري الإسباني في الموسم الجديد، لكن هذا لا يمكن أن يكون مؤشرا بشأن حظوظه في المنافسة على جائزة الحذاء الذهبي بطبيعة الحال.

 

وكان ليفاندوفسكي حصل على الحذاء الذهبي في موسمي 2020/2021 و2021/2022، حينما كان لاعبا في صفوف بايرن ميونخ قبل انتقال مباشرة لبرشلونة، حيث يحلم بالانفراد بالمركز الثالث بقائمة أكثر اللاعبين فوزا بالجائزة.

 

وقدم ليفاندوفسكي مستوى جيدا للغاية في موسمه الأول مع برشلونة (2022/2023)، حيث سجل معه 23 هدفا في الليجا، ليتصدر قائمة هدافي البطولة، ويقود فريق المدرب تشافي هيرنانديز لاستعادة لقب الدوري الإسباني الذي فقده لعدة مواسم.

 

 

النيجيري فيكتور أوسيمين

يحلم مهاجم نابولي الشاب بأن يصبح أول لاعب أفريقي يتوج بالحذاء الذهبي، لاسيما بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع الفريق السماوي في الموسم الماضي، الذي قاده خلاله للتتويج بلقب الدوري الإيطالي للمرة الثالثة في تاريخه، والأولى منذ موسم 1989/1990.

 

وسجل أوسيمين، الذي يبلغ من العمر 24 عاما، 26 هدفا مع نابولي في النسخة الأخيرة من الدوري الإيطالي، ليتصدر قائمة هدافي البطولة المحلية، فيما احتل المركز الخامس بجدول ترتيب الحذاء الذهبي برصيد 52 نقطة.

 

وساهم تألق أوسيمين، الذي بات أبرز المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي هذا العام، في جذب الأنظار إليه، حيث تسعى العديد من الأندية الأوروبية وحتى الخليجية للتعاقد معه خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.