كأس العالم للأندية

مونديال الأندية ــ الأهلي المصري يتطلع لفصل جديد من الإنجازات أمام أوكلاند سيتي

يتطلع الأهلي المصري لكتابة فصل جديد من الإنجازات في سجله الحافل ببطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم، اليوم الأربعاء.

 

ويواجه الأهلي فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي، في التاسعة مساء اليوم بتوقيت القاهرة، في المباراة الافتتاحية المسابقة، التي تجرى على الأراضي المغربية وتستمر فعالياتها حتى 11 شباط/فبراير المقبل.

 

ورغم حصوله على المركز الثاني في النسخة الماضية ببطولة دوري أبطال أفريقيا إثر خسارته صفر / 2 في المباراة النهائية أمام الوداد البيضاوي المغربي في أيار/مايو الماضي، إلا أن الأهلي حجز مقعدا في المونديال، ليعزز رقمه القياسي كأكثر الفرق العربية والأفريقية مشاركة في البطولة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 2000 في البرازيل.

 

ويشارك الأهلي في البطولة للمرة الثامنة في تاريخه والثالثة على التوالي، حيث يطمح للمضي قدما في المسابقة وتحقيق إنجاز يفوق المركز الثالث والميدالية البرونزية التي حصل عليها في نسخ 2006 و2020 و2021.

 

وبعدما أسند الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تنظيم مونديال الأندية للمغرب للمرة الثالثة بعد عامي 2013 و2014، تم اختيار الأهلي للمشاركة في البطولة، في ظل منع لوائح المسابقة مشاركة ناديين من نفس البلد بالمونديال.

 

ويلعب الوداد، الذي حصل على لقب دوري المحترفين المغربي في الموسم الماضي أيضا، في مونديال الأندية 2022 باعتباره بطلا لأفريقيا، في حين يخوض الأهلي المنافسات بديلا عن المقعد المخصص للدولة المستضيفة للبطولة، في مباراة الدور الأول ضد أوكلاند سيتي، ممثل اتحاد أوقيانوسيا، على ملعب طنجة.

 

وستكون هذه هي المواجهة الثانية بين الأهلي وأوكلاند في مونديال الأندية، بعدما سبق أن التقيا في نسخة المسابقة عام 2006 باليابان، حيث حسمها الفريق الأحمر لصالحه 2 / صفر، تحت قيادة مديره الفني البرتغالي الأسبق مانويل جوزيه.

 

ويخشى كلا الفريقين الخروج مبكرا من البطولة، حيث يودع الخاسر منهما المسابقة مباشرة، في حين يصعد الفائز للدور الثاني لملاقاة سياتل ساوندرز الأمريكي، بطل اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، يوم السبت المقبل، على نفس الملعب.

 

ويخوض الأهلي تلك النسخة تحت قيادة مديره الفني السويسري مارسيل كولر، الذي تولى المسؤولية في أيلول/سبتمبر الماضي خلفا للبرتغالي ريكاردو سواريش، ليصبح بذلك خامس مدير فني يتولى قيادة الفريق طوال تاريخه بمونديال الأندية.

 

ويحلم كولر بتحقيق إنجاز أفضل من جوزيه، الذي حصل على المركز الثالث في المونديال قبل 17 عاما باليابان، وكذلك المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، الذي قاد الفريق لتحقيق نفس المركز في النسختين الماضيتين في قطر والإمارات العربية المتحدة على الترتيب.

 

وحقق كولر انطلاقة جيدة للغاية مع الأهلي منذ قيادته للفريق، حيث خاض معه 19 مباراة بمختلف المسابقات، حقق خلالها 14 فوزا و5 تعادلات، وحافظ على سجله خاليا من الهزائم حتى الآن، وأحرز الفريق خلال مشواره مع المدرب السويسري 33 هدفا وسكنت شباكه 6 أهداف فقط، ليعيد الكثير من الاستقرار للفريق الذي عانى من الاهتزاز الفني منذ حصده برونزية مونديال الأندية في شباط/فبراير من العام الماضي بالتحديد.

 

ويلعب الأهلي في تلك البطولة بمعنويات مرتفعة، لاسيما في ظل تربعه حاليا على قمة ترتيب بطولة الدوري المصري الممتاز، التي يسعى لاستعادة لقبها بعدما فقده في النسختين الأخيرتين.

 

وقبل انطلاق المونديال بعشرة أيام فقط، تلقى الأهلي دفعة معنوية هائلة عقب فوزه الكبير 3 / صفر على غريمه التقليدي الزمالك في الدوري المحلي، ليحلق في صدارة ترتيب المسابقة برصيد 37 نقطة من 15 مباراة، متفوقا بفارق 6 نقاط على أقرب ملاحقيه فريقي بيراميدز وفيوتشر، ومازال يمتلك مباراة مؤجلة.

 

ويبدو الأهلي هو المرشح الأوفر حظا لاقتناص بطاقة التأهل للدور الثاني في البطولة، في ظل امتلاك لاعبيه خبرة اللعب في مثل هذه المواعيد الكبرى، لكن تظل مفاجآت الساحرة المستديرة قائمة دائما.

 

وخلال مشاركاته السبع الماضية في كأس العالم للأندية، حقق الأهلي 6 انتصارات وتعادلا وحيدا فيما تلقى 11 خسارة، وأحرز لاعبوه 17 هدفا وسكن مرماه 26 هدفا.

 

ويعد الأهلي أكثر فريق خوضا للمباريات في تاريخ مونديال الأندية برصيد 18 مباراة، علما بأنه أكثر فريق عربي وأفريقي تحقيقا للفوز وتسجيلا للأهداف في البطولة.

 

ومازال الأهلي يحتفظ بالعديد من نجومه الذين شاركوا مع الفريق خلال النسختين الماضيتين للمونديال، مثل الحارس المخضرم محمد الشناوي، والظهير الأيسر التونسي علي معلول، وصانع الألعاب محمد مجدي أفشة، وثلاثي وسط الملعب عمرو السولية وحمدي فتحي والمالي أليو ديانج، بالإضافة للمهاجم محمد شريف والجناح المحنك حسين الشحات.

 

كما تعززت صفوف الفريق بعودة نجمه الجنوب أفريقي بيرسي تاو، الذي تعافى من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب فترة ليست بالقصيرة، وكذلك المهاجم محمود عبدالمنعم (كهربا)، الذي قضى فترة إيقافه التي امتدت 6 أشهر بقرار من فيفا، بسبب انتقاله للدوري البرتغالي رغم ارتباطه بعقد مع فريقه السابق الزمالك، وذلك قبل انضمامه لنادي القرن في أفريقيا.

 

وشدد حسين الشحات، الذي توج بالميدالية الفضية في مونديال الأندية بنسخة عام 2018، حينما كان لاعبا في صفوف العين الإماراتي، على صعوبة مهمة الأهلي في لقائه مع أوكلاند، مشيرا إلى أن الفوز في اللقاء الافتتاحي هو ما يشغل ذهن اللاعبين والجهاز الفني.

 

وقال الشحات في تصريحات للموقع الألكتروني الرسمي للأهلي “مباراة أوكلاند سيتي لن تكون سهلة على الإطلاق، نحن ضمن أفضل 7 فرق في العالم ولن تكون هناك مواجهة محسومة ضد أي فريق”.

 

وأعرب الشحات عن أمله في التتويج باللقب مع الأهلي، قائلا “شرف لي الفوز بالميدالية البرونزية مرتين مع الأهلي، وقبل الانضمام له حصلت على الميدالية الفضية. اليوم أصبحت أحلم بالميدالية الذهبية بالقميص الأحمر”.

 

ورغم عمره القصير في ملاعب كرة القدم في ظل تأسيسه عام 2004، إلا أن فريق أوكلاند سيتي يحمل الرقم القياسي كأكثر الفرق مشاركة في كأس العالم للأندية، حيث يستعد لتسجيل ظهوره العاشر في البطولة، متفوقا بفارق مشاركتين على أقرب ملاحقيه الأهلي.

 

وتمثلت أبرز إنجازات أوكلاند بكأس العالم للأندية في حصوله على المركز الثالث بنسخة المسابقة عام 2014 في المغرب، إلا أنه عادة ما يكون ضيفا خفيفا على البطولة التي غالبا ما يودعها من الدور الأول.

 

وخاض أوكلاند 15 لقاء طوال مسيرته في مونديال الأندية، كثاني أكثر الأندية لعبا للمباريات في تاريخ البطولة بعد الأهلي، حقق خلالها الفريق النيوزيلندي 3 انتصارات فقط مقابل تعادلين و10 هزائم، أحرز لاعبوه 9 أهداف وتلقى مرماه 22 هدفا.

 

ويتواجد أوكلاند سيتي في البطولة، التي يعود للمشاركة بها بعد غيابه عن النسخ الأربع الماضية، عقب تتويجه بلقب دوري أبطال أوقيانوسيا إثر تغلبه 3 / صفر على فينوس ماهينا بطل تاهيتي في المباراة النهائية للبطولة القارية في آب/ أغسطس الماضي.

 

ويتولى الإسباني الأصل ألبيرت رييرا، صاحب الجنسية النيوزيلندية أيضا، تدريب الفريق منذ كانون الأول/ ديسمبر 2021، حيث قاده في 37 مباراة حقق خلالها 33 انتصارا مقابل تعادلين وخسارتين، وتوج معه بالدوري النيوزيلندي الموسم الماضي، بخلاف فوزه بدوري أبطال اتحاد أوقيانوسيا.

 

ويمتلك الفريق النيوزيلندي مجموعة من اللاعبين الأكفاء في مختلف الخطوط، أبرزهم المهاجم الأرجنتيني المخضرم إيميليانو تادي /34 عاما/، الذي أحرز 19 هدفا وقدم 4 تمريرات حاسمة لزملائه في 30 مباراة بمختلف المسابقات.

 

كما يضم أوكلاند لاعب الوسط المهاجم الجزائري الأصل ريان طيب والمهاجم الجنوب أفريقي ريان دي فرييس والجناح الكوري الجنوبي جوزيف لي، ولاعب الوسط الإسباني جيرارد جاريجا.

 

ويقضي أوكلاند حاليا فترة راحة بعد انتهاء الموسم في نيوزيلندا الشهر الماضي، حيث لم يخض أي مباراة منذ لقائه الأخير بالدوري المحلي في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر، وهو ما يصعب بطبيعة الحال من موقفه في المباراة، في ظل ابتعاد لاعبيه عن حساسية المباريات، بعكس الأهلي، الذي يبدو لاعبوه في أعلى جاهزية على المستويين الفني والبدني حاليا.

 

وخاض أوكلاند معسكرا تدريبيا في إسبانيا استعدادا للبطولة، حيث لعب خلاله 3 مباريات ودية، لكن نتائجها لم تكن على المستوى المأمول مما أثار قلق محبيه قبل المونديال.

 

وخسر أوكلاند صفر / 1 أمام كل من ريوس ريديس، الذي يلعب في القسم السادس بالدوري الإسباني، ثم تلقى النتيجة ذاتها أمام جيونك هيونداي الكوري الجنوبي، قبل أن يتعادل 1 / 1 مع الفريق الثاني لبرشلونة.

 

ورغم ذلك، تمسك رييرا بالأمل في تحقيق نتيجة إيجابية أمام ممثل الكرة المصرية، حيث قال في تصريحات للموقع الألكتروني الرسمي لناديه “معسكر إسبانيا كان إيجابيًا للغاية بالنظر إلى إقامته بعد نهاية الموسم، هذا ما كنا نحتاجه قبل بطولة مثل كأس العالم للأندية”.

 

أضاف مدرب أوكلاند “قضينا 10 أيام في معسكر إسبانيا، ولعبنا مباريات ودية مفيدة للاعبين الذين لم يعتدوا اللعب في هذا المستوى، من المهم أن يدركوا المتطلبات للمنافسة في مثل هذا النوع من البطولات العالية المستوى، وأعتقد أننا حققنا هذا الهدف”.